شهدت المملكة العربية السعودية تحولًا رقميًا هائلًا في السنوات الأخيرة، بقيادة القائد الملهم سمو الأمير محمد بن سلمان. تحت مظلة رؤية السعودية 2030، تم تبني العديد من المبادرات الرامية إلى تحويل البلاد إلى مركز رقمي عالمي، مما يعزز من مكانتها في الاقتصاد العالمي ويُحدث نقلة نوعية في حياة المواطنين والمقيمين.
رؤية طموحة نحو المستقبل
منذ انطلاق رؤية السعودية 2030، عمل سمو الأمير محمد بن سلمان على وضع المملكة على خارطة الابتكار والتطور التقني. هذه الرؤية تسعى إلى تنويع الاقتصاد وتقليل الاعتماد على النفط من خلال الاستثمار في القطاعات غير النفطية مثل التكنولوجيا، والابتكار، والبنية التحتية الرقمية. تتجسد هذه الرؤية في مشاريع عملاقة مثل نيوم، المدينة الذكية التي تمثل مستقبل التكنولوجيا والاستدامة.
منصة توكلنا: الحارس الرقمي
من أبرز الإنجازات الرقمية التي تم تحقيقها هي إطلاق منصة “توكلنا”، والتي أثبتت جدارتها خلال جائحة كوفيد-19. هذه المنصة لم تكن مجرد أداة لتعقب حالات الإصابة والتأكد من التزام الأفراد بالإجراءات الاحترازية، بل أصبحت حلاً رقميًا شاملاً يوفر خدمات متعددة للمواطنين والمقيمين. يمكن للمستخدمين من خلالها الحصول على تصاريح التنقل، والاستفسار عن الحالات الصحية، والوصول إلى الخدمات الحكومية بسهولة ويسر.
أبشر: نافذة رقمية للخدمات الحكومية
تمثل منصة “أبشر” أحد أعمدة التحول الرقمي في المملكة. هذه المنصة توفر أكثر من 200 خدمة حكومية إلكترونية تشمل الجوازات، والأحوال المدنية، والتأشيرات، وغيرها. بفضل “أبشر”، أصبح بإمكان المواطنين والمقيمين إنهاء معاملاتهم الحكومية بكل سهولة وفاعلية من منازلهم، مما يسهم في توفير الوقت والجهد وتحسين جودة الحياة.
رقمنة المنصات الحكومية: الطريق نحو الحكومة الذكية
تحويل المنصات الحكومية إلى منصات رقمية يُعدّ خطوة حيوية نحو تحقيق مفهوم الحكومة الذكية. يهدف هذا التحول إلى تحسين كفاءة العمل الحكومي، وتقديم خدمات متميزة للمواطنين، وتعزيز الشفافية ومكافحة الفساد. تُسهم الرقمنة في تسريع عملية اتخاذ القرارات وتبسيط الإجراءات الإدارية، مما يُعزز من تنافسية المملكة على الصعيد الدولي.
الاستثمار في البنية التحتية الرقمية
لتحقيق هذه الأهداف الطموحة، تم الاستثمار بكثافة في البنية التحتية الرقمية. تم تحسين وتطوير شبكات الاتصالات والإنترنت لتكون من بين الأفضل عالميًا، مما يتيح للمواطنين الوصول إلى الخدمات الإلكترونية بجودة وسرعة عالية. كذلك، تم التركيز على تطوير الكفاءات البشرية من خلال برامج تدريبية متقدمة في مجال التكنولوجيا والابتكار.
خاتمة
بفضل رؤية سمو الأمير محمد بن سلمان الطموحة، قطعت المملكة العربية السعودية شوطًا كبيرًا في مسيرة التحول الرقمي. من خلال منصات مثل توكلنا وأبشر، أصبحت المملكة نموذجًا يحتذى به في مجال التكنولوجيا والتحول الرقمي. هذه الجهود لا تقتصر فقط على تحسين جودة الحياة للمواطنين، بل تسهم أيضًا في تعزيز مكانة المملكة كقوة اقتصادية وتكنولوجية عالمية.
بقلم الكاتب: محمد الشهري